اختتم التحالف السوري الديمقراطي، اليوم السبت، مؤتمره السنوي الأول الذي استضافته العاصمة الألمانية برلين على مدار يومين 27 و28 سبتمبر/أيلول، بحضور مسؤولين وسياسيين ألمان وغربيين، بالإضافة إلى عشرات السياسيين ومنظمات المجتمع المدني السوري من المغتربين في أوروبا، ومن الداخل السوري.

وقدم كل من الأمانة العامة المنتخبة والمكتب السياسي تقاريرهم التنظيمية والسياسية، إذ جرى مناقشة هذه التقارير باستفاضة من قبل العضوات والأعضاء المستقلين وممثلي وممثلات الكيانات السياسية والمدنية في التحالف.
وذكر البيان الختامي، أن المؤتمر ناقش خطة عمل الأمانة العامة وأقرها، وكذلك موازنة التحالف، وموضوعات متعددة على جدول أعمال المؤتمر، والتي تناولت الملف السوري من جوانب مختلفة، منها: “المشاركة والانخراط الأوروبيين في القضية السورية في ظل التغيرات الجيوسياسية عالميًا والوضع الإنساني المتردي، وبين اللجوء والعودة، هل سوريا آمنة فعلًا؟، وماذا يقول الشركاء عن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254؟”.
بيان المؤتمر، خرج بعدد من التوصيات في مقدمتها تعديل النظام الداخلي للتحالف؛ لمواكبة تطورات العمل وسد الثغرات التي ظهرت خلال الفترة الماضية.

وأكّد البيان على وجود التحالف في الداخل السوري؛ من خلال إنشاء مكاتب جغرافية، وأوصى بتكثيف التواصل مع القوى السورية الديمقراطية؛ لتعزيز تمثيلها في التحالف، بالإضافة إلى زيادة التفاعل مع القوى الدولية الفاعلة؛ لتعزيز الدعم لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب السوري التي يعمل لأجلها التحالف.


التحالف السوري الديمقراطي أنهى أعمال مؤتمره الأول بالتأكيد على رؤيته السياسية وبأن لا مستقبل لسوريا ينهي معاناة الحرب ويشكل سلام مستدام إلا ببناء دولة ديمقراطية، تحترم حقوق الجميع، وتبني دولة المواطنة الكاملة بغض النظر عن الدين والقومية والجنس، وإن ذلك لا يتحقق إلا بمشاركة فعالة من السوريين/ات الديمقراطيين/ات.
واختتم المؤتمر بنجاح أعماله مع التأكيد على استمرار الجهود لتعزيز دور التحالف السوري الديمقراطي في دعم القضية السورية على الصعد الوطني والإقليمي والدولي.

وشهد المؤتمر مجموعة من الأنشطة الثقافية التي أضافت بُعدًا ثقافيًا وإنسانيًا للفعالية مثل معرض كاريكاتير للفنان علي فرزات: تحت عنوان “الاستبداد لا يحتاج إلى كلمات”، عرض علي فرزات مجموعة من الأعمال التي تعبر عن الاستبداد بطرق فنية وساخرة. بالإضافة إلى معرض صور ضوئية للفنان كمال أوغلي تحت عنوان “أنقذوا الإرث الإنساني في سوريا” تضمنت مجموعة من الصور التي توثق الدمار الذي لحق بالإرث الثقافي السوري نتيجة النزاع.

إلى جانب ذلك، أقيم على هامش المؤتمر أيضا، معرضا فنيا تشكيليا لفنانين وفنانات من الداخل السوري، عرضت فيه أعمالاً فنية متنوعة لفنانين وفنانات من داخل سوريا.

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

يذكر أن التحالف السوري الديمقراطي هو مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة، والذي جرى انتخابها في النسخة الأولى العام الماضي بهدف إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي السوري ليكون أكثر عقلانية وقدرة على الفعل، وانتهاج مسار واقعي مرن قادر فعلًا على إحداث تغيير جذري في شكل الدولة السورية، وتحقيق أهداف الشعب السوري بالانتقال السياسي من دولة الاستبداد ونظام القمع إلى دولة المواطنة وكرامة الإنسان، عبر الأدوات المتاحة.
وتضم العاصمة الألمانية برلين الجالية السورية الأكبر في أوروبا بعد أن احتضنت ألمانيا الاتحادية مئات الآلاف من السوريات والسوريين الفارين من هول الحرب التي شنّها النظام وبقيّة الأطراف عليهم.