انطلقت الجلسة الثانية من مؤتمر التحالف السوري الديمقراطي، والتي ناقشت الجلسة الثانية، “بين اللجوء والعودة: هل سوريا آمنة فعلا؟”، وأداء الجلسة ماكس أوليفر شميت مدير مشروع الهجرة وأوروبا بالأكاديمية الإنجيلية في برلين.


واستهلت جمانة سيف، الباحثة في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان ببرلين، بتسليط الضوء على أن الوضع في الأمني في سوريا والذي ليس آمنا على الإطلاق.
وأن السوريين يتعرضون للضغط في جميع البلدان التي لجأوا إليها للحماية مثلما حدث في تركيا هذا العام، وكذلك العام الماضي في لبنان. وذلك الضغط وصل إلى أوروبا مع فوز اليمين المتطرف في الانتخابات وخطابه لترحيل السوريين.

وأضافت سيف أن العائدين إلى سوريا يتم اعتقالهم وتعذيبهم وجرى توثيقها بالمنظمات السورية الحقوقية، لافتة إلى المنظمات الدولية أيضا وثقت عمليات الاعتقال بعد الإعادة القسرية للسوريين في لبنان على سبيل المثال، وقسم من السوريين الذين عادوا طوعا قتلوا تحت التعذيب.
وقالت سيف، إنه سيتم ترجمة الحكم الصادر من محكمة كوبلنز الألمانية ضد أفراد النظام وما ارتكبوه بحق السوريين، وسيتم نشره لاحقا كانتصار تاريخي للسوريين، مضيفة أن السوريين يشاركون ويساهمون في نمو الاقتصاد الألماني وأثبتوا ذلك جدارة.


رمضان: سوريا لم تعرف الأمن والأمان منذ سيطرت عائلة الأسد على البلاد
قالت فاتن رمضان من منظمة “بلا قيود”، إن “سوريا لم تعرف الأمن والأمان منذ سيطرت عائلة الأسد على البلاد منذ استلام حافظ الأسد السلطة في ستينات القرن الماضي وبعده ابنه الأسد والشعب السوري عانى من القمع ومحاسبة من يطالب بأبسط الحقوق في العيش بكرامة وديمقراطية، وهي الآن ليست آمنة بالطبع، وهناك مليشيات إيرانية وأيضا مليشيات حزب الله، كي لا تكون سوريا آمنة، وسيطروا على أراضي السوريين لتكون ملجأ وحماية لهم إذا احتاجوا لها، بينما السوريين بقوا مشردين.

وأضافت أن “بشار الأسد بعد التطبيع مع الدول العربية أخرج من المعتقلات المجرمين الجنائيين وترك معتقلي الرأي والسياسة داخل السجون ليستمر في قمعه، وعصابات بشار الأسد تمارس الجرائم وتلصقها للشعب السوري في كل مكان، حتى في أوروبا، وهناك حاجة لحماية السوريين من خلال اتخاذ قرارات فعلية وليس فقط النقاشات في الجلسات المغلقة.
وقالت فاتن رمضان، إن “السوريين يرفضون العودة إلى سوريا ليس لأنهم لا يحبوها ولكن خوفا من الاعتقالات والقمع الذي يمارسه النظام السوري، والشعب السوري يضم خليط كامل من كافة الأديان والأقليات وهو شعب مسالم وليس متطرفا، لكن النظام لعب على وتر الأقليات والتطرف ليمارس هوايته في القمع”.
وطالبت بالدعم الأوروبي والألماني للسوريين، وأنها ستسعى إلى إطلاق حملة بأن “سوريا ليست آمنة”.

كاترن لانغينسيبن: على المعارضة السورية توحيد صفوفها وخطابها لمواجهة النظام
أبدت كاترين لانغينسيبن عضوة البرلمان الأوروبي (التحالف 90/الخضر)، نائبة رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية ببروكسل، سعادته بتمكن التحالف السوري الديمقراطي من جمع الكثير من الناشطين والمهتمين بالملف السوري في الحوار والنقاشات.
وأضافت أنها مندوبة حزب الخضر في البرلمان الأوروبي منذ عام 2014 وأتولى منصبي للمرة الثانية، وسافرت إلى سوريا عدة مرات وهذا ليس سهلا على الإطلاق في القامشلي والهول.
وتابعت: “البرلمان الأوروبي الذي يتم انتخاب أعضائه يقف ضد التطبيع مع الأسد، سواء الأحزاب المحافظة وغيرها ضد التطبيع مع الأسد”، مشيرة إلى البرلمان الأوروبي الجديد يحتاج إلى جبهة معارضة واضحة سورية ليتم طرحها على المفوض الأوروبي الجديد.
وأضافت أنه لابد أن يكون سياسة واضحة للشرق الأوسط ليس فقط من إسرائيل وفلسطين ولكن سوريا ولبنان ومصر، وموقفنا في الاتحاد الأوروبي واضح جدا، ولكن موقف المفوض الأوروبي السابق جوزيف بوريل كان سيئا.
وأشارت إلى محاكم كوبلنز وأهمية أن يكون هناك عدالة وقانونية في ألمانيا لمرتكبي جرائم الحرب في سوريا، لكن ذلك لن يزيح الأسد عن منصبه، ولهذا على الجميع جمع كافة الأدلة للمحاسبة والمساءلة.

وأضافت أن المسؤولين عن عملية الترحيل التي تسعى الحكومة الألمانية لإبرامها لا يعرفون تحديدا جدوى تلك العملية، مشددة على محاسبة المجرمين ومرتكبي الجرائم في ألمانيا هنا في المحاكم الألماني ولا يمكن إعادته إلى نظام لن يحاسبه، وأن حل مشكلة الأمن في ألمانيا تعني المحاسبة في ألمانيا وليس خارجها، وطالبت القوى السياسية السورية بالوحدة، موجهة حديثها لهم: “من المهم جدا أن لا يكون فقط توحيد الصف باتجاه الخارج بينما النزاع في الداخل مستمر، مثل الحوار الأكراد وكذلك حراك السويداء”.

وأشارت إلى أن المعارضة الإيرانية موجودة بصفة مستمرة هناك في بروكسل، ويجب على المعارضة السورية أن تفعل نفس الاستراتيجية.
وقالت إن “مع تفوق حزب البديل من أجل ألمانيا هناك خطر من إقدامه على التطبيع مع نظام الأسد على غرار ما حدث في إيطاليا، ولهذا هناك حاجة لتعاون القوى اليسارية والليبرالية وحتى المحافظة للاتحاد معا والتعاون بدعم من القوى السورية المعارضة لوقف ذلك الكابوس”.
وأضافت: “بشار الأسد سيء وزوجته أسماء هي أسوأ ويجب محاسبتها على نهبها لأموال السوريين”.
ولفتت إلى أن من ينتخب اليمين المتطرف يجب أن يتحمل قرارات متطرفة يتخذونها.

الأوس: حكم محكمة مونستر سياسي وغير قانوني
من جانبه، قال طارق الأوس، من منظمة برو أزول، ببرلين، إن سوريا غير آمنة ويجب أن نرى ذلك يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
وأضاف العلاوس، أن قرار المحكمة العليا في مونستر بمثابة حكم سياسي من أجل دعم عملية الترحيل وليس قانونيا، وهي حالة شخص بعينه، إذا عرفت بعض المناطق في سوريا بأنه يمكن تحقيق العدالة، مؤكدا أن “ذلك بالنسبة لنا كمنظمات سورية غير صحيحة”.
وفي يوليو/تموز الماضي، حكمت المحكمة الإدارية العليا في مونستر، بعدم أحقية طالب لجوء سوري بالحصول على الحماية معللة ذلك بأن المنطقة المنحدر منها في سوريا، ومثلها مناطق أخرى في البلاد، لم تعد حياة المدنيين بشكل عام مهددة بالخطر.
وأضاف: الآن يأتي إلينا من يرفض طلب لجوئهم يأتون إلى منظمتنا، ونجد أنه يتم اعتبار محكمة مونستر مرجعيا، ويشار إلى هذا الحكم، وهو أمر غير صحيح ولا يجب اعتماده ونحن نعيش في دولة يسود فيها القانون، وبالتالي أن يكون رفض لطلب القانون يجب أن يتم على أساس قانوني”
وتابع: “الخطاب في ألمانيا، عاطفي ونرى ساسة ألمان يقولون يوميا إن هناك إحساس في المجتمع بأنه علينا أن نتصرف ولهذا يجب أن نقوم بعمليات الترحيل. “هذا بلد قانوني ولا يجب أن تدار الأمور بالإحساس والمشاعر، ولهذا هناك أمور في ألمانيا تدفعنا بالخوف”.
وقال: “”هذا الخطاب يؤكد أن السوريين خطيرون على غير الحقيقة، وعندما ندعو إلى الترحيل يعني أننا سنجلس مع الأسد” مطالبا بالتظاهر ومقاومة ذلك الخطاب المناهض للسوريين.

وانطلقت اليوم الجمعة، في العاصمة الألمانية، المؤتمر السنوي الأول للتحالف السوري الديمقراطي والذي يسعى لإعادة الزخم للقضيّة السورية دوليا، بعد 13 عاما من الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، ويشارك في المؤتمر الذي يعقد على مدار يومي الجمعة والسبت، عشرات من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني السوري من المغتربين في أوروبا، والسياسيين الألمانيين؛ بعد أن نجح اللقاء الأول في بناء كيان سياسي تحالفي، يضمّ مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة.