المجلس السوري للتغيير 

جسم سياسي سوري، يضم مجموعة من النخب السورية ويشمل كوادر متنوعة من مختلف فئات المجتمع السوري بغرض بناء دولة المواطنة وتحقيق الانتقال السياسي، ورفد مؤسسات الدولة بالكوادر المتخصصة وتعزيز دور الكفاءات، وإعادة إعمار سوريا كدولة مستقلة وقوية.

 تأسيس المجلس السوري للتغيير وأهدافه:

جاء تأسيس المجلس السوري نتيجةً لسياسات النظام السوري التي أدت إلى تدمير البلاد وتشريد الشعب، ومع تعثر العملية السياسية واستغلال القوى الدولية والإقليمية للوضع السوري، قامت مجموعة من النخب السورية بتوحيد الجهود لتأسيس جسم سياسي يشمل كوادر متنوعة من مختلف فئات المجتمع السوري، بدأ هذا الجهد من محافظة درعا واتسع ليشمل تمثيلاً أوسع للسوريين، ليصبح المجلس السوري للتغيير.

أما عن أهداف المجلس السوري للتغيير فتتجلى في عدة نقاط أبرزها:

  • بناء دولة المواطنة القائمة على سيادة القانون والفصل بين السلطات واحترام حقوق الإنسان.
  •  تحقيق الانتقال السياسي وفق بيان جنيف والقرارات الأممية (2118 و2254).
  •  رفد مؤسسات الدولة بالكوادر المتخصصة وتعزيز دور الكفاءات.
  •  إعادة إعمار سوريا كدولة مستقلة وقوية.
  •  الاستعداد والمشاركة في عملية الانتقال السياسي وفق مبادئ المجلس.

الرؤية السياسية للمجلس السوري للتغيير:

تسعى الرؤية السياسية للمجلس إلى إعادة بناء الدولة السورية على أسس جديدة، مع التركيز على الوحدة والسيادة، العدالة الانتقالية والاجتماعية، بناء القدرات والمشاركة السياسية، العمل الجماعي والشفافية والتطوير المستمر عبر التزام بالشفافية والتطوير المستمر لأعضاء المجلس وأنظمته.

هذا وتهدف رؤية المجلس السوري للتغيير إلى تطوير العمل السياسي في سوريا من خلال تعزيز الوحدة الوطنية واستقلال القرار السوري، مما يوحد القوى السياسية.


كما تركز على تحقيق العدالة الانتقالية، مما يعيد الثقة بين المواطنين والدولة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى إلى تمكين الكفاءات وإشراك الشباب، مما يخلق جيلاً جديداً من القادة. كما تشجع العمل الجماعي والتنسيق بين القوى المختلفة لتحقيق حلول شاملة. وأخيراً، تلتزم بالشفافية والتطوير المستمر لبناء مؤسسات سياسية موثوقة وفعالة.

مبادرات المجلس السوري للتغيير :

أطلق المجلس السوري للتغيير عدد من المبادرات السياسية على المستوى السوري وكان أولها وأهمها المبادرة التي أطلقها عام 2021 م تحت عنوان لا شرعية لانتخابات بشار الأسد والتي كان لها تأثير كبير وتم الحشد لها داخل وخارج سوريا وتمت بالاشتراك مع بعض الهيئات والكيانات السورية، وللآن يستمر المجلس بالعمل على هكذا مبادرات بحسب ما تقتضيه الحالة.

المجلس السوري للتغيير والتحالف السوري الديمقراطي :

يؤمن المجلس السوري للتغيير بمبدأ العمل السياسي الجماعي ومهتم في بناء التحالفات وتمتين خيوط التواصل مع الأجسام والكيانات السورية التي تشبهه في الأفكار العامة والأهداف ولو اختلفت معه ببعض الأمور الشكلية، ويؤكد على تزكية روح التعاون والمشاركة مع الغير في اطلاق المبادرات والمشاريع الوطنية الهادفة.

وعليه كان للمجلس السوري للتغيير دوراً اساسياً ومهماً في بناء وتشكيل التحالف السوري الديمقراطي، وهو صاحب المبادرة الأولى في إطلاق فكرة التحالف، وعناصر المجلس السوري للتغيير لديهم حضور واضح فيه فهم منخرطين ومساهمين في أهم مفاصله ومكاتبه ولجانه ابتداءً من قيادة التحالف والأمانة العامة والمكاتب ( السياسي والتواصل والاعلام والإدارة التنظيمية وباقي اللجان .. الخ ). إضافة إلى التفاعل الظاهر في كل النقاشات وما يدور من تبادل أفكار في غرف التحالف.

 التحديات التي واجهت مسيرة المجلس:

كباقي الكيانات والمكونات واجه المجلس السوري للتغيير عدةً تحديات تجلت في العديد من المجالات كالتعاون التضامن بدايةً، حيث تحدث صعوبات في التوافق والتعاون بين التكتلات السياسية السورية، نتيجة لاختلاف الخلفيات الثقافية و الفكرية والاقتصادية والرؤى السياسية، مما يعيق سير عمليات التعاون، ليتمكن المجلس بعد جولة كبيرة من اللقاءات مع الكتل السياسية من رسم خريطة للواقع السياسي و وضع آليات لشكل العلاقة مع أي تكتل أو تجمع حالي أو مستقبلي.

ثانياً: التوسع المطرد، حيث تعاني بعض التكتلات من توسعها المطرد والمفرط، وهو ما يزيد من عدم الاستقرار والتعقيد في مسيرة العملية التنظيمية، وعليه يعتمد المجلس بعملية التوسع على رفع السوية السياسية لأعضائه الحاليين و التوسع البطيء في جذب أعضاء جدد مما يعطي هامش أكبر لاختيار الأعضاء الأكثر انسجاما مع السياسة العامة للمجلس.

ثالثاً: التحديات الاقتصادية، تعاني التكتلات السياسية من تحديات اقتصادية مع الحفاظ على استقلالية قرارها السياسي، ويغطي المجلس نفقاته من اشتراكات الأعضاء و تبرعاتهم في الوقت الحالي ريثما تتبلور مشاريع يستطيع من خلالها التوسع في نشاطاته.

أخيراً: تعتبر الظروف الأمنية من أهم التحديات التي يعاني المجلس منها كما باقي التكتلات بسبب انتشار أعضاء بالعديد من المناطق الجغرافية والدول وبهذا الصدد يعتمد المجلس بسياسته على مبدأ أساسي و هو عدم التدخل بسياسات الدول و مصالحها سواء كانت داخلية أو خارجية و هو ما يضمن علاقات متوازنة مستقبلية.

 الخطط المستقبلية للمجلس السوري للتغيير:

تتجلى الخطط المستقبلية للمجلس بالعمل المستمر على زيادة التحالفات و نسج العلاقات الجديدة مع الكتل السياسية السورية و طرح مبادرات للخروج من مأزق الجمود السياسي.