انطلقت الجلسة الثالثة من مؤتمر التحالف السوري الديمقراطي، وناقشت “ماذا يقول الشركاء الدوليون عن تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2254؟”.


الأمين العام للتحالف “حسان الأسود”، قال: “نعمل على تشكيل جبهة لتوحيد المعارضة السورية، والتحالف استطاع خلال عام أن يفتح مجالات للحوار واسعة مع أطياف عديدة للمعارضة السورية، والمؤتمر الذي ينظمه اليوم جزءا من تلك الحوارات، ومن الصعب توحيد جميع المعارضة لكن يمكن توحيد الأهداف، وهذا ما نعمل عليه من خلال كتحالف من خلال تشكيل جبهة مع الأطياف السورية المختلفة، وهذه الجبهة التي لا تزال في بدايتها، وسيكون خلال العام المقبل خطة استراتيجية بهذا الخصوص، ودراسة حول الحل في سوريا”.

قدور: لا بديل عن قرار 22254.. وعقوبات قيصر تؤلم الأسد
بدورها، أبذت “جومانا قدور”، كبيرة مستشاري الشؤون السورية، بوزارة الخارجية الأمريكية تفهمها للتشاؤم الذي يشعر به السوريون، مشيرة إلى أنها “تؤمن منذ كتابة وإصدار قرار مجلس الأمن 22254 أنها كانت لحظة فاصلة تضمنت موافقة من كل الأطراف حتى روسيا وقعت على هذا القرار الأممي”.

المسؤولة الامريكية “قدور” قالت “حتى في العام المنصرم، وجامعة الدول العربية التي سمحت بعودة بشار الأسد، وكل هذه المفاوضات الثنائية والتفاهمات متعددة الأطراف مع النظام السوري لم تساهم في أي شيء لحل الأزمة بسوريا سواء مثل أزمة الكبتاغون أو إعادة اللاجئين السوريين”، موكدة أن واشنطن تحاول إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، لكنها تدرك أن النزاع كان بين بشار الأسد وشعبه، وكل شيء عوارض جانبية للصراع وستظل مستمرة، وتؤمن أنه لا بديل عن القرار الأممي، والشعب السوري وحتى من يتجاهل قرار مجلس الأمن، على الجميع أن يؤمن أنه يجب إيجاد حل، كما أن القرار الأممي نص على أهمية وقف إطلاق النار، وحقوق الإنسان، ومكافحة داعش، باعتبار أن الشعب السوري هو الضحية الأولى للتنظيم الإرهابي”.

وذكرت “قدور”، أنه “لم تكن هناك أي خطوات حكومية داخل الخارجية الأمريكية للتطبيع مع النظام”، لكنها أشارت إلى أن الدول الأوروبية الثمانية ناقشت مع واشنطن فكرة الحوار مع نظام الأسد، لكنها الولايات المتحدة اشترطت أنه لا يكون حل بدون مقابل”.
كبيرة مستشاري الشؤون السورية، بوزارة الخارجية الأمريكية قالت “بالتالي من مسارات التطبيع المختلفة مثل بين تركيا ونظام الأسد وكذلك مع الدول العربية، لم تكن هناك أي واقعة أو مؤشر من أن الأسد سيغير من تصرفه وسلوكه، وما نراه في لبنان يشير إلى أن الأوضاع قد تتغير في أي وقت، وأعتقد أن أهم شيء يحاول النظام أن يتخلص منه، هي العقوبات المفروضة عليه، فقد كان النظام يعتقد بمجرد أن يجلس على طاولة المفاوضات سترفع عقوبات قيصر، لكن هذا لم يحدث لأن قانون قيصر ينص على خطوات بعينها يجب على النظام اتخاذها”، لافتة إلى أن “الكونجرس الأمريكي يناقش مسألة تمديد عقوبات قيصر والقرار سيصدر بشأنها في ديسمبر المقبل، ولكن لا تغيير فيها حتى الآن”.
وأضافت “قدور” : “نحن دائما ندعم مجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، وأعرف وزير الخارجية في جنيف وتحدث مع المبعوث الخاص، ونتمنى أن يكون هناك حل للنزاع والمضي قدما في صنع سلام دائم في سوريا”، مختتمة حديثها: “لا أعتقد أن جهة تريد حلا أكثر من الشعب السوري، بأن يكون هناك حل وتغيير ولكن نحن متفهمين وربما قد يغير سلوكه مستقبلا”.


شنيك: المعارضة السورية جاهزة للحل السياسي لكن المشكلة في نظام الأسد
من جانبه، قال “ستيفان شنيك”، المبعوث الخاص إلى سوريا بوزارة الخارجية الألمانية: إن الإنعاش المبكر في سوريا هو خطوة للأمام، من خلال التركيز على تحسين الوضع الإنساني، موضحا أن ألمانيا وضعت صندوق الإنعاش الخاص بسوريا لدعم مشاريع المعاش المبكر، وإمكانيات التوظيف، وجرى استثمار 300 مليون يورو في السنوات العشر الماضية.
وحول مسألة إعادة الإعمار، أوضح |شنيك” أن “ألمانيا ترفع شعار اللات الثلاثة: لا رفع للعقوبات ولا للإعمار، ولا للتطبيع، وإعادة الإعمار تعني التعاون مع النظام، وهذا مرفوض، ولهذا لجأنا إلى صندوق الإنعاش المبكر لنكون بتحسين الوضع بدون النظام”.
وذكر المسؤول الألماني: “من المهم أن ننظر بجانب الإغاثة، وما الذي يمكن أن ندعم به الشعب السوري على المدى البعيد؟”، مستطردًا أن التطبيع مع الأسد بدون مقابل غير مجدي، والأطراف الفاعلة لديها نفس الأغراض، لكنه تساءل: “ما الذي يجلبه التطبيع للشعب السوري؟، لابد أن يستفيد الشعب من تطبيع العلاقات”.

وأضاف “شنيك:” “كان هناك المحاولات لدفع النظام بطريقة إيجابية ولكن لم ينجح الأمر، في الوقت الحالي ليس هناك أي موارد مالية سواء من الشعب حتى من المكون العلوي، والنظام في أضعف حالاته، ولكنه لا يزال يحظى بالثقة بالنفس”.
كما أوضح: “بالنسبة للدول العربية، كانت قضية الكبتاغون تشغل الحكومات العربية ولذلك سعت لتطبيع العلاقات معه، لكن المسألة أكبر من رأس النظام نفسه، وأن القضية أعمق بكثير”، متسائلا ما الذي يبقى دون القرار الأممي 2254، قائلا: إنه “يشعر بنقص الرغبة في الحل لدى النظام، من المهم أن لا نتخلى عن القرار، بالرغم من اليأس المسيطر علينا حاليا”، مؤكدا في الوقت نفسه، أن المعارضة جاهزة للتفاوض، وجادة في الوصول إلى حل، لكن ما نفقده هو جدية النظام.
واكد المبعوث الخاص إلى سوريا بوزارة الخارجية الألمانية أن “المشكلة ليست في الإطار المبني عليه القرار الأممي، ولكن في الأدوات التي سيتم تطبيقها، وعلينا أن نستعد للمفاجآت وأن نعود للإطار الأممي وبدء العملية السياسية”، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي منفتح على توقيع المزيد من العقوبات على النظام.

تأسس التحالف السوري الديمقراطي العام الماضي في العاصمة الألمانية برلين، ويسعى التحالف إلى إعادة الزخم للقضيّة السورية دوليا، بعد 13 عاما من الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، ويشارك في المؤتمر الذي يعقد على مدار يومي الجمعة والسبت، عشرات من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني السوري من المغتربين في أوروبا، والسياسيين الألمانيين؛ بعد أن نجح اللقاء الأول في بناء كيان سياسي تحالفي، يضمّ مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة.